مستشفيات نقطه تحول

​

 

تأثير الاستروكس على متعاطيه:

مخدر الاستروكس تأثيره الجسدي ، عبارة عن انفجار فعلي مكتوم داخل الجسم ، فما هو إلا نفس بسيط ، وينهار الجسد بصورة غريبة وبسرعة فائقة ..
انخفاض في الدورة الدموية ، بطء في نبض القلب قد يصل للتوقف  اختناق في الرئتين وعدم القدرة على التنفس ، الغياب الفعلي التام عن الوعي لفترة قد تتجاوز النصف ساعة في بعض الأحيان ، هذيان و هلوسات سمعية وبصرية ، فقدان الذاكرة المؤقت  ، ناهيك عن الآثار النفسية والروحية التي يخلفها هذا الانفجار ...
إن لمخدر الاستروكس قدرة كبيرة على نزع الحياة بكل معانيها من داخل متعاطيه ، فهو يدمر أجهزة الجسم بالتتابع .. الجهاز العصبي فالدماغ  ثم الجهاز التنفسي ثم القلب ، حيث تنتهي آثار القنبلة وتأتي بثمارها ..!

 

​

الاستروكس وانتشاره:

 

إن المشكلة الحقيقية في إدمان مخدر الاستروكس إلى جانب  تأثيره الشديد ،  هو  رخص ثمنه وتوفره بصورة غير عادية ، للشباب والأطفال والعاطلين .. فأنت لا تتكلف من أجله الكثير من المال ، فهو أصبح متاحاً للجميع بكل ما تعنيه الكلمة ، وكل ما يلزم لدخول الغيبوبة ، هو مجرد نفس واحد .. أو نصف نفس ..!
ويكمن السر في توفره ، أنه يتم تصنيعه محلياً من مواد ربما تكون متاحة للجميع ، ولكن كيفية عمل الخلطة ومقاديرها يبقى سراً لدى المروجين ، ولكن مواده معروفة .. كيتامين .. ورق بردقوش .. مبيدات حشرية ، وبعض المخدرات المصنعة أو ما يطلق عليها " المخلقة " 
كل هذه المواد مواد متاحة ويمكن الحصول عليها ، ولذلك يعتمد المروجين على بيعه بثمن قليل لأن مصادر تصنيعة متاحة وغير ممنوعة ..
وهذا يلفت نظرنا إلى نقطة مهمة وسؤال مهم جداً يطرح نفسه بقوة .. هل أصبح هناك معامل تصنيع لديها القدرة على تصنيع أنوع  من المخدرات وترويجه مباشرة ؟؟ 
إن كانت الإجابة ب " نعم " فهذه أزمة كبرى ، حيث ان هذه المعامل التي تصنع نوع من المخدرات يتم توزيعه مباشرة ، قد .. أو من المؤكد أنها قادرة على تطويره وتصنيع غيره وترويجه بقوة ..
وإن كانت الإجابة  ب " لا " فأين يطبخ المروجين طبختهم قبل البيع ؟؟
وماهي الأماكن التي يتم ترويجه فيها بكثرة ؟
إن خطورة الاستروكس تتعدى كونه قاتلاً سريعاً جداً .. فالخطورة أيضاً تكمن في إذا ما نجى المتعاطي من الموت السريع ، فإنه سيظل  اضطرابات نفسية وعصبية كبيرة ستتسبب في تغيير مسار حياته كلها بسبب تأثير الاستروكس ..!
حتى الآن لم يشخص الاطباء النفسيين الحالة المرضية النفسية التي يكون عليها متعاطي الاستروكس ، لأن الأعراض التي تظهر لهم ، هي خليط كبير من أعراض اضطرابات وأمراض نفسية شتى ، ويستلزم الأمر بعض الوقت حتى تستقر الحالة ويتم توصيفها وتشخيصها تماماً ..
نحن نطلق دائماً على متعاطي الاستروكس " متعاطي " لأنه لايصل لمرحلة إدمانه ، إذ أنه لا يكمل فترة طويلة تسمح بإطلاق هذا اللقب عليه ، حيث أنه يصل سريعاً إلى .. إما الموت السريع ، أو الجنون ، ثم الموت أيضاً ..!
ولكن سرعة التعامل مع متعاطي الاستروكس و علاجه ربما تعيده لصوابه مجدداً .. ولكن ذلك يستلزم بعض الوقت ، حتى تستقر الاضطرابات فيتم تشخيص الحالة كما ينبغي ، حتى يتم رسم خطة علاجه وآلية تعامل معه ..
ربما نكون كمجتمع ومؤسسات وأفراد قد أسأنا الطريقة التي يجب أن نتعامل بها مع أنواع المخدرات من حيث الانتباه لها والوقاية منها قبل انتشارها في شوارعنا ، ولكننا لا يجب أن نخطيء إطلاقاً في الطريقة التي يجب علينا معالجة ذلك بها ..
فعلاج تعاطي الاستروكس لابد أن يكون سريعاً حتى لانفقد أروحاً وهبنا الله إياها ..
حيث أن الطريقة المثلى لذلك ، يجب أن تكون في أماكنها الصحيحة ، في مستشفيات علاج الإدمان التي تهتم بالعلاج وعرف عنها ذلك تحت رقابة الجهات المعنية ..

 

​